في 2 أيار/مايو، حثّت عضوة مجلس اللوردات البريطانيّ البارونة تينا ستويل (Tina Stowell) -النائبة عن مدينة Beeston- الحكومة البريطانية على اتخاذ موقفٍ أقوى بشأن التعامل مع مشاكل حقوق الملكية وضمان توفير أجواء تنافسيةٍ نزيهةٍ لقطاع الذكاء الاصطناعي داخل المملكة المتحدة (UK).
صنّاع السياسة يلفتون انتباه حكومة المملكة المتحدة للذكاء الاصطناعي التوليدي
كتبت البارونة ستويل من بيستون رسالةً إلى وزيرة الدولة في المملكة المتحدة أعربت فيها عن خيبة أملها إزاء عدم كفاية الجهود الحكومية لتحديث قوانين حقوق الملكية في ضوء تطوّرات الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة (LLMs).
واقترحت البارونة في رسالتها إجراء مناقشاتٍ سياسيةٍ حول تنافسية سوق المملكة المتحدة، مكرّرةً ضرورة جعلِ توفير أجواء تنافسيةٍ نزيهةٍ هدفاً “صريحاً” للسياسات الرسمية، وأن يتم تضمينها في عملية تصميم وتقييم السياسات والمعايير الجديدة بجانب إخضاعها لتقييماتٍ داخليةٍ وخارجيةٍ شاملة.
وجاءت هذه الرسالة العامة رداً على تحديث وزيرة الدولة ميشيل دونيلان (Michelle Donelan) حول إشراف الحكومة على نظم الذكاء الاصطناعي والتوصيات البرلمانية ذات الصلة في 17 نيسان/أبريل من العام الجاري، 2024.
يُذكر أن مجلس اللوردات البريطانيّ أصدر تقريراً في 2 شباط/فبراير الماضي حول الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة، والذي أشارَ إلى تركيز الحكومة على توفير عوامل الأمان في قطاع الذكاء الاصطناعي شديد المخاطرة، ما قد يعيق المنافسة الدولية.
كما تناول التقرير مسارات الذكاء الاصطناعي لنماذج اللغة الكبيرة خلال السنوات الثلاث القادمة، محدّداً الإجراءات اللازمة لضمان قدرة المملكة المتحدة على الاستجابة بفعاليةٍ للفرص والتحديات في الوقت المناسب؛ ورداً على التقرير، ذكرت الوزيرة ميشيل دونيلان أن الرقابة الحكومية على الذكاء الاصطناعي تبدو متشدّدةً، وكشفت عن الجهود المبذولة لتعزيز اعتماد الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء المملكة المتحدة لتحسين إنتاجية الشركات من كافة الأحجام والقطاعات ودعم النموّ الاقتصادي في البلاد.
تنامي المخاوف بشأن مدى تنافسية قطاع الذكاء الاصطناعي البريطاني
تقوم هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة (CMA) -بشكلٍ نشطٍ- بدراسة التأثير المتزايد لعمالقة شركات التكنولوجيا على أجواء التنافسية في قطاع الذكاء الاصطناعي داخل المملكة المتحدة، وسط مخاوفَ بشأن هيمنتها المحتملة على السوق البريطانية نظراً للتأثير المتزايد لشركاتٍ مثل جوجل (NASDAQ:GOOG) وأمازون (NASDAQ:AMZN) ومايكروسوفت وميتا وآبل (NASDAQ:AAPL).
ومن الأمثلة البارزة على ذلك التحقيقُ الذي أجرته الهيئة حول التعاون بين شركتي أمازون وأنثروبيك (Anthropic) -إحدى شركات تطوير نظم الذكاء الاصطناعي- حيث قامت أمازون باستثمار 4 مليارات دولار فيها.
وامتد التدقيق ليشمل اتفاقياتٍ أخرى مثل التعاون بين شركتي مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) وأوبن إيه آي (OpenAI)، حيث تسعى الهيئة لضمان وجود ساحةٍ تنافسيةٍ نزيهةٍ ومنع أيّ آثارٍ سلبيةٍ عن أنظمة الذكاء الاصطناعيّ داخل المملكة المتحدة.