تصريحات باول تضع الذهب على المحك

"نستطيع حساب كل شيء في الأسواق إلا العشوائية التي تحدثها مشاعر المتداولين"

عبارة ذكرها مارك دوجلاس في كتابه The Disciplined trader، يرويها له خبير احصائي، وهي تعبر عن مدى العشوائية التي تحدثها مشاعر القطيع التداولي في السوق وهي فعلياً الحركة الغير مبررة بسبب اقتصادي وبمثال من وقتنا الراهن هو ارتفاع سعر الذهب في ظل تصريحات تملي أساساً على انخفاضه، وهذا يعود لكون القطيع لا يتخذ قراراً بسبب فهمه الحقيقي للاقتصاد وإنما ميله للقرار لما يظن أنه يرى في السوق وعلى رأي كتاب The Naked economic أن هذا هو أكبر خطر للاقتصاد ككل وليس مجرد خطر على صانع السوق الذي يهرب من منطقة فيها قطيع تداولي.

اشتراك بأقل سعر..كود خصم
لكل متابعيني ومتابعي موقع انفستنج السعودية يمكنكم الاستفادة بكود خصم OMARSYAH والحصول على جميع خدمات InvestingPro ومعرفة القيم العادلة لجميع الأسهم والحصول على قوائم استثمار بأرباح تصل إلى 30% شهريًا مع ProPicks بأقل سعر.
للاشتراك اضغط هنا
اضغط هنا وشاهد طريقة استخدام كود الخصم

آخر التطورات الفنية

بعد أن صرح باول بتثبيت الفائدة دون أي نية في الخفض حتى يعطي التضخم للفيدرالي إشارة صريحة، ينحسر الذهب في تداولاته نحو 2300$.

آخر الأخبار وأثرها على السعر "لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات" الطبيب صالح

في مقال سابق بعنوان ملحمة الفيدرالي وضحت أن الفيدرالي يضع سوق الذهب، الفضة، الدولار و العملات على محك ما سيتكلم به جيروم باول بخطابه بعد الإدلاء بالفائدة وذلك لأن الطريقة التي ينظر بها إلى السوق تجعلنا نفسر الآلية التي سيتحرك بها السوق على المدى المتوسط.

أبقى الفيدرالي على الفائدة الأميركية كما هو متوقع دون أي تغير وذك عند 5.5%، ليصرح باول في خطابه بالتالي:

( تم ذكر أهم التصريحات )

1.التضخم رغم هبوطه ما زال مرتفعا.

2.المسار المتعلق بالسياسة النقدية غير واضح وليس هناك إحراز وتقدم.

3.كل بيانات التضخم كانت أعلى من توقعاتنا.

4.نحن شديدو الوعي بمخاطر التضخم.

5.سنأخذ الكثير من الوقت قبل التحلي بالثقة الكافية لاتخاذ قرار خفض الفائدة.

6.لا أظن أن قرارنا القادم سيكون خفض الفائدة.

7.بيانات التضخم القادمة هي المحرك الرئيسي لنا.

8.ضعف مفاجئ وعنيف في سوق العمل (تراجع معدلات التوظيف) قد يعجل في خفض الفائدة.

9.لا أعلم من أين يتوقع الفئة الأكبر أن هناك ركود تضخمي، حيث عندما حدث ذلك في الماضي كانت معدلات البطالة عند 10%، وهي الآن عند 3%.

10. نحن نؤمن أن سياستنا تشددية وهي تعمل بكفاءة.

كيف نفسر هذا الكلام:

إبقاء أسعار الفائدة على حالها، والإبقاء على السياسة التشددية يؤكد لنا أن الفيدرالي ما زال متخوفاً من التضخم وما زال بعيد كل البعد عن هدفه في خفض التضخم وهذا ما جاء صراحةً في البيان "" تتوقع اللجنة أنه سيكون من غير المناسب، خفض النطاق المستهدف إلى أن تكسب ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك نحو 2%.

أضف على ذلك أن بيانات التضخم في الوقت الراهن هي 2.6% ضمن مؤشر CPI، و 3.5% ضمن مؤشر USIR، وهذا حقيقة يجعل الفيدرالي بعيد كل البعد عن هدفه في التضخم وهذا ما يؤجل فكرة خفض الفائدة في الوقت الراهن وفي ظل هذه السنة، ويجعل الأسواق بأسرها تركز على بيانات خفض التضخم التي ستصدر خلال الشهرين القادمين ابتداء من هذا الأسبوع، وهذا لأن انخفاض التضخم نحو 2% وأقل يعزز النية صراحة أن الفيدرالي سيخفض الفائدة ولكن انخفاض التضخم بنسبة 0.6%، و 1.6% خلال 3 أشهر هو أمر يستحيل على طبيعة الاقتصاد الأميركي لذلك أقول أنه لن يكون هناك انحسار في بيانات التضخم ومع ذلك سنرى تقلب عنيف في السوق في كل مرة يصدر فيها خبر التضخم وذلك لأن القطيع التداولي سيستجيب للخبر بطريقة عشوائية، وهذا ما يجعل العشوائية في السوق مرتفعة في الوقت الراهن، وأكثر قريباً.

ذكر الفيدرالي لسوق العمل وبيانات التوظيف يجعل الفيدرالي على يقين بأنه قد يتعرض لركود تضخمي في ظل استمرار السياسة التشددية لأبعد مستوياتها، ولكن مجرد الإدراك الباكر للأمر يجعلنا مجبرين على النظر على بيانات التوظيف خلال الأشهر القادمة.

استهجان جيروم باول بأن فئة من المحللين و الاقتصاديين في الولايات تتوقع ركود هي بحد ذاتها أحد أساليب التعزيز اللفظي التي اعتاد بأول اتباعها في الآونة الأخيرة، وهذا ما يجعلنا حقيقة بعرضة أكبر للركود التضخمي، ولكن لمجرد أنه استهجن الموضوع تعني أنه أدرك لمخاطر ركود تضخمي

( Stagflation ) قد تقع في المستقبل القريب وعلى الفيدرالي أن يتهيئ لها بوضع النسب المثالية للفائدة وليس الخفض وهذا يكون من خلال أدوات أخرة بالسياسة النقدية وليس مجرد الفائدة.

الخلاصة

إن ارتفاع التضخم مع تراجع النمو الاقتصادي هو ما يعرف ببداية الركود التضخمي وهو أكبر ما عانت منه الولايات عام 1930، ولهذا إن اختيار ما بين التضخم أو الركود كالاختيار ما بين خيارين أحلاهما مر على الاقتصاد، ولكن نظراً لأن أكبر ما عانت من الولايات هو Stagflation فهذا يعني أنه سيختار التضخم لكي لا يقع بالتضخم والركود معاً، لتبقى النصيحة المثالية للمستثمر هنا هي أن يفسر التضخم جيداً لكي لا يقع ضحية في تفسيرها كالقطيع التداولي، ويؤكد على أن نسبة كبيرة من محفظته أكثر من مجرد حفظ قيمة.

التحليل الفني للسعر

منطقة دخول صانع السوق هي أسفل 2170$ ولا توجد له منطقة أخرى أعلى منها، وهذا يعني أن الفئة الأكبر من التجار ترى أن السعر مبالغ فيه.

بالنظر احصائياً على السعر وفقاً لنموذج NDM نرى أن 2170 هي نقطة الارتكاز الآمنة.

كون السعر صعد دون تصحيح في الآونة الأخيرة فهذا يجعلنا نقطع الشك باليقين بأن أي صعود دون تصحيح هو غير آمن، أي غير مستقر قد يذهب في غضون ساعات.

كون التحليل الأساسي يرهن سعر الذهب على بيانات التضخم، نقول أن انخفاض التضخم هو ارتفاع سعر الذهب على المدى القريب فقط ولمدة قصيرة ومعزز فني أكثر من كونه أساسي.

الخلاصة:

نتوقع عملية تصحيح للسعر نحو 2170 – 2150 شرط ان يغلق أسفل 2300 ثلاث أيام على التوالي، ونتوقع أن يكون التصحيح قصير من حيث المد الزمنية، وهو بذلك يشكل منطقة شراء آمنه.

بحال عدم تحقق الشرط:

نتوقع حركة عشوائية عرضية ما بين 2320 – 2300.

على المدى البعيد

ما زالت نظرتي على المدى البعيد ذاتها دون أي تغيير.

رأي المستشار المالي

بلقاء لي مع أحد أهم مدراء البنوك في استراليا يذكر لي عبارة كنت قد استهجنتها في أول مرة قرأتها ولكن هنا تماماً وفي ظل هذه العشوائية التي نحن بها اتضح لي معناها ألا وهي أن صانع السوق يهرب إلى مدى زمني أكبر وذلك حتى يتخلص من العشوائية التي يحدثها القطيع التداولي حيث أن القطيع التداولي لا يسعه الانتظار لاتخاذ القرار ولذا لا يستطيع اللحاق به ولذلك دوماً ما يخسر، في الختام عزيزي المستثمر تذكر أن السوق لعبة انتظار ولا يربح فيها إلا من يجيد الانتظار.

المستشار المالي عمر جاسم آل صياح

للمزيد من أهم المستجدات والأخبار والخطط الاستثمارية تابعنا على التويتر

X: @omarsyyah